"رأيت طريق سريع ذا اتجاهين ...الى الان يبدو كل شئ منطقى... بغض النظر عن حقيقة أن السيارت المسرعة على الطريق كانت بلا سائقين؟؟!!"
"كانت امرأة بالغة الوزن و الضخامة و كان لديها لحية نامية حقيقية....."
"كنت ممسكا بكوب كبير من الحليب و به رأس......"
كانت تلك مجموعة من الاحلام الغريبة التى رأها أشخاص أثناء نومهم ...قد تبدو هذه الاحلام غير منطقية و ليست لها أدنى أهمية . لن نجد أحد لم ينبهر بعالم الاحلام العجيب و لكننا لم نشغل بالنا قط بمعنى ما نرى فى أحلامنا، من ناحية أخرى ينظر العلماء الى الاحلام بمنظور أخر، اذ يعتقدون أن أحلامنا لها أسباب...و لها هدف فى حياتنا....و يسعون الى سبر أغوار هذا العالم الغريب و يطرحون أسئلة عدة...
"لماذا نحلم؟"
"هل أحلامنا هذه لها معنى حقا؟"
"كيف يمكن أن تكون تلك الاحلام مفيدة لنا"؟
قبل 55 سنة من الان بدأ علماء الاعصاب بدراسة مخ الشخص الحالم،قام العالم "ناثانيل كلايتمن" بإجراء تجاربه على أشخاص نائمين حيث قام بملاحظة الموجات الدماغية التى يصدرها المخ أثناء النوم، فوجد أن موجات الدماغ حين اذ تكون هادئة و ارتفاع الموجة كبير لكن المفاجأة أن حالة المخ هذه تتبدل فى لحظة واحدة لتصبح الموجات الدماغية سريعة و ارتفاع الموجة صغير و فى هذه الحالة الدماغية يبدو الشخص و كأنه مستيقظ برغم من أنه يغط فى نوم عميق!! و من ذلك استنتج ناثانيل أن المخ يتبدل حاله و كأنه يخوض مراحل مختلفة أثناء النوم عرفت فيما بعد بإسم "مراحل النوم Sleeping Stages". كما لاحظ كلايتمن أن عين الشخص النائم تطرف و تتحرك أسفل الجفن حركة سريعة و من هنا أطلق عليه "نوم حركة العين السريعة Rabid Eye Motion Sleep " أو "نوم الريم REM Sleep" .
مراحل النوم المختلفة
أكد كلايتمن انه عند ايقاظ الشخص النائم اثناء مرحلة" الريم" فسوف يخبرك أنه كان يحلم لتوه حين قمت أنت بإيقاظه. الامر المثير للدهشة أيضا أنه بينما يكون مخك و عينك فى حالة كبيرة من النشاط و الحيوية أثناء مرحلة "الريم" ،فى المقابل يدخل جسدك فى حالة عميقة من الاسترخاء و الهدوء و يصل معدل انقباض عضلاتك الى الصفر أى أنك تصبح مشلول فعليا!!
ماذا تفعل اثناء حلمك؟
بذلك يكون كلايتمن قد كشف أسرار خطيرة عن عالم الاحلام الا ان أبحاث العلماء لم تتوقف عند هذا الحد لأن كلايتمن لم يجيب عن سؤال غاية فى الاهمية ما الذى يواجهه الحالم أثناء نومه؟ ما هى الانشطة التى يقوم بها اثناء الحلم؟ لذا من أجل الاجابة عن هذا التساؤل أجرى العلماء تجاربهم على حيوانات مثل القطط و الكلاب ،فقاموا باجراء عملية جراحية على دماغ قطة و أزالوا الجزء المسئول عن شل حركة الجسم أثناء النوم و من ثم وضعوا هذه القطة تحت الملاحظة اثناء نومها. ما أن دخلت القطة الى مرحلة "الريم" حتى بدأت فى الحركة و مطاردة فرائس غير موجودة و قامت بالجرى هنا و هناك أى أنها كانت تقوم بأنشطة عادية كالتى تقوم بها أثناء يقظتها بإستثناء انها فى هذه الحالة نائمة و تحلم.
القطة النائمة تحت الملاحظة
و من ذلك استنتج العلماء ان الحالم يقوم بأنشطة عادية كالتى يقوم بها فى يقظته و لكن بما أن تجربة كهذه لم تكن محل تطبيق فى حالة البشر فلجأ العلماء الى استغلال مرض عصبى معروف بإسم" داء نوم حركة العين السريعة" أو "إضطراب نوم الريم REM Sleep Disorder"، المصابين بهذا المرض يكونون نشيطين للغاية اثناء نومهم فى مرحلة الريم يقومون بالرفس و التلويح و اللكم و الضرب، كل هذا و هم غارقين تماما فى النوم غير مدركين لأفعالهم ،الا ان أفعالهم هذه هى الدليل على ما يحلمون به و ما يمرون به اثناء نومهم و هو كذلك انعكاسا لما يواجهون فى حياتهم اليومية و الانشطة التى قد يقومون بها فى الاغلب.
إضطراب نوم الريم
إضطراب "نوم الريم" يحدث كنتيجة لتلف جزء فى جزع المخ ،هذا الجزء هو المسئول عن شل حركة الجسم اثناء مرحلة الريم.مع مرور الوقت يصبح هذا المرض خطرا اذ تزداد اعراضه حده و قد يؤذى المريض نفسه و من حوله بالاضافة الى ان أعراضه هذه ما هى الا بوادر الاصابة بداء"باركينسون".
أحلامك و حالتك النفسية
لمزيد من التقصى عن عالم الاحلام كان لابد من معرفة كيف يكون تأثيرها على الحالة النفسية و العقلية للشخص الحالم . المعروف ان الشخص النائم يتنقل بين مراحل النوم المختلفة اذ كل مرحلة تستغرق نحو 90 دقيقة،يبدأها النائم بمرحلتين من النوم العميق و من ثم الانتقال على مرحلة "نوم الريم REM Sleep" ثم يتحول الى مرحلة "نوم اللاريم Non REM Sleep" و يظل يتنقل بين هاتين المرحلتين-الريم و اللاريم- طوال فترة نومه.لطالما أعتقد العلماء أن مرحلة "نوم اللاريم" هذه ،مرحلة ليست ذات أهمية للنائم كما أنه لا يمر خلالها بأى أحلام. وجدت الدراسات الحديثة أن مرحلة "نوم اللاريم" ليست كما كان يعتقد عنها سابقا و أن الريم و اللاريم عالمين مختلفين تماما.
عوالم نوم الريم و اللاريم
على ضوء هذه النتائج تقوم الباحثة الطبيبة "ايريكا هاريس" تحت اشراف البروفيسور" باتريك ماكنيمارا"، بإجراء تجاربها على شخص نائم حيث تسجل موجاته الدماغية لتحديد مراحل نومه المختلفة، فتقوم بايقاظه خلال مراحلتى الريم و اللاريم من أجل ملاحظة أنفعالاته و حالته النفسية و العقلية بعد كل مرحلة،و ذلك عن طريق استبيان يحتوى على كلمات غير مكتملة و على الشخص محل التجربة أن يقوم باكمال فراغ كل كلمة حسب منظوره و حالته النفسية الحالية.جاءت نتائج هذا الاستبيان مذهلة، حينما استيقظ الشخص من مرحلة نوم اللاريم ،قام بتكوين كلمات ايجابية تدل على حالة نفسية مستقرة و مشاعر ايجابية بينما فى مرحلة نوم الريم قام الشخص بتكوين بعض الكلمات السلبية مما يدل على أنه خلال فترة نوم الريم يمر النائم فى حلمه بمشاعر سلبية .
الشخص النائم تحت التجربة
الموجات الدماغية للشخص النائم
يرجع بروفيسور ماكنيمارا هذه المشاعر الى ان المنطقة الدماغية المسئولة عن المشاعر السلبية كالخوف و القلق تكون نشطة فى المخ اثناء مرحلة نوم الريم . يعتقد الاطباء أن حالات الاكتئاب لدى بعض الاشخاص تكون نتيجة أنهم اثناء نومهم يدخلون مباشرة فى مرحلة نوم الريم و يبقون فيها لفترات طويلة مما يشحنهم بمزيد من المخاوف و القلق و المشاعر السلبية فتزيد حالتهم سوءا و اكتئابا ،على عكس الاشخاص الطبيعين الذين يدخلوا فى مرحلة ريم و يتحولون بين الريم و اللاريم لفترات متوازنة دون الاضرار بحالتهم النفسية.
حياة بدون أحلام
لمعرفة تأثير احلامنا على حياتنا أثناء اليقظة، فلابد أولا من معرفة شكل حياة أولئك الذين لا يحلمون!! قد يعتقد البعض انهم لا يحلمون على الاطلاق و يكادوا يقسموا لك أنهم لا يروا أحلام أثناء نومهم و لكن الحقيقة فى واقع الامر أنك تحلم بالفعل و لكنك لا تتذكر أبدا. هيذر جونز ليست من أولئك الذين يقسمون باطلا أنهم لا يروا أحلام أثناء نومهم و ذلك لأنها لا تحلم فعلا!! تعرضت هيذر إلى جلطة فى المخ ، و فى الايام التى تلت اصابتها أقرت جونز انها لم تكن ترى أحلاما على الاطلاق. الجلطة التى تعرضت لها جونز أثرت على جزء فى المخ معروف بإسم "الفص الجدارى" و يعتقد الباحثين أن هذا الجزء من المخ هو المسئول عن صنع أحلامنا.
أثرت هذه الحالة على جونز بالسلب لأنها لم تعد تنعم بفترات متواصلة من النوم كما أعتادت فى السابق و عندما تستيقظ من نومها تشعر بالتعب و الارهاق و عدم نومها لفترة كافية. دكتور"مارك سولمز" المسئول عن حالة هيذر جونز و غيرها من هؤلاء الذين لا يحلمون ،يعتقد أن هناك علاقة وثيقة بين حالة النوم و عدم الحلم. يقول سولمز أن المريض الذى لا يحلم يدخل مباشرة فى النوم دون أى مشكلة و لكنه لا يلبث أن ينام حتى يستيقظ مجددا أثناء النوم ثم يعود لينام مرة أخرى و هكذا دواليك، فقط يحصل على النوم لفترات متقطعة.يعتقد دكتور سولمز أن المريض يستيقظ غالبا فى فترة نوم الريم وقتما يفترض له أن يرى أحلاما. لذلك قد تمثل الاحلام سبب قوى لنا حتى نظل نائمين و نتمتع بفترات نوم هادئة بدون استيقاظ. بعد فترة من العلاج ،عادت هيذر ترى أحلاما أثناء نومها و عادت لتحظى بنوم هادئ مرة أخرى.
يحاول دكتور سولمز من خلال أبحاثه أن يجيب عن سؤال"لماذا نحلم؟"، فيجيب بأن المراكز الحثية فى المخ تكون نشطة جدا أثناء الحلم، فمن خلال أحلامنا نحن فى عملية بحث دائم عن شئ ما فربما هذا البحث يمثل فى عالمنا الواقعى ،البحث عن اجابات، فأغلب أوقاتنا يشغل بالنا شئ ما أو مشكلة ما نبحث لها عن حل و هذا هو ما يتمثل فى عملية البحث أثناء الحلم.
.
.
.
ما هو معنى الاحلام؟
بينما يحاول العلم ان يكشف عن اذا ما كان هناك معنى للاحلام، الا ان اجابة هذا السؤال بديهية لدى بعض الثقافات و القبائل حيث أن الحلم بالنسبة لهم هى الدواء الروحى الذين يتشاركون تفاصيله سويا و لديهم دوما التفسير المنطقى لأحداث أى حلم.على الجانب الاخر هل يستطيع العلم أن يعرف معانى الاحلام؟ . سيجمند فرويد و علماء القرن العشرين لطالما أعتقدوا أن الاحلام هى مجموعة من الرموز التى يخلقها العقل الغير واعى و يبرزها من خلال الاحلام و ما علينا سوى أن نقوم بفك هذه الرموز حتى نستطيع فهم المعنى الذى ينطوى عليه الحلم.
سيجمند فرويد
لذلك كان لابد من استغلال قوة التحليل الرياضى من أجل فك رموز الاحلام ،هذا هو ما يحاول العالم" أنتونيو زيدرا" أن يصله له. يمتلك ذيدرا قاعدة بيانات كاملة تضم ألاف من الاحلام و قد حول احداث كل حلم الى مجموعة من الارقام. يعتقد زيدرا أن محتوى الحلم يعطينا دلالات على الكيفية التى يعمل بها المخ و يحلل الاشياء حيث أنه قام بعملية ترميز للشخصيات و المشاعر و التفاصيل و أعطى كل منها قيمة رقمية، و من خلال هذه الارقام يستطيع القول أنها تتخذ نمطا معين و بذلك يستطيع أن يعطى شكل عاما لعالم الاحلام لشخص معين .بالتحليل الرياضى لقاعدة بيانات الاحلام لدى زيدرا،وجد أنه نحو ثلاث ارباع احلامنا تكون سلبية.فى النهاية يعتقد زيدرا أن أحلامنا ما هى الا انعكاسات لما لدينا من اهتمامات فى حياتنا الواعية.
أحلام غيرت العالم
سوف تندهش اذا علمت ان الاحلام كانت هى السبب الرئيسى فى حصول اثنين من الحالمين على جائزتى نوبل، و اكتشاف البعض الاخر لعقارين دوائيين رئيسيين كما كانت الاحلام هى الدافع وراء العديد من الاحداث السياسية الهامة بالاضافة الى مجموعة كبيرة من الروايات و الافلام السينمائية الشهيرة. بحثت الدكتورة"ديردرا باريت" الكيفية التى تساعدنا بها الاحلام لحل المشكلات المختلفة فوجدت ان الاحلام هى الفرصة الانسب لايجاد الحلول المناسبة لتلك المشكلات اذ انها تمكننا من رؤية الامور بشكل أوضح أثناء الحلم كذلك تساعدنا فى أن نفكر خارج الصندوق.يقال ان الجدول الدورى للعناصر الكيميائية قد جاء الى العالم الروسى" ديمترى مندليف" فى أحد أحلامه.
فى سنة 1884 كان المخترع الامريكى "ألياس هاو" عاكفا على اختراع أول ماكينة خياطة، و فى أحد أحلامه رأى انه يهاجم من قبل مجموعة من الاشخاص يحملون فى أيديهم رماح موجهه نحوه مباشرة ، انتفض هيو من نومه مرتعدا ملتاعا مما رأه فى الحلم و ما لبث ان هدأ شعور الخوف الذى سيطر عليه، أخذ يتذكر تفاصيل الحلم ،و كيف أن مقدمة رؤوس الرماح التى كان يهاجم بها كانت تحتوى على فتحة فى رأس كل منها ، و من هنا أدرك هاو أن ابره ماكينة الخياطة لابد و أن تحتوى على فتحة قريبة من راسها.
ألياس هاو و اختراع أول ماكينة خياطة
هذا الابداع فى الاحلام وصل قمته فى مجال الادب أيضا حيث شاهدنا ذلك فى رواية فرانكنشتين للكاتبة" مارى شيلى" فقد رأت أحدث الرواية فى أحد أحلامها!
فرانكنشتين
تستطيع أنت أيضا أن تحلم بما تريد! نعم اذا ركزت قبل نومك فى انك تريد أن تحلم بشئ معين أو مشكلة تود حلها فربما تجد الحل فى أحد أحلامك! لقد أثبتت هذه الطريقة نجاحها على 50% ممن طبقت عليهم التجربة بل ووجدوا حلولا لمشالكلهم من خلال أحلامهم أيضا.
فى الابحاث الاخيرة لبروفيسور "روبرت ستيكجولد" وجد أنك بينما تكون نائم فإنك تتعلم... قد تستغرب و تسألنى...كيف أتعلم و أنا نائم..أقول لك حينما تعمل على اكتساب مهارات معينة بينما أنت متيقظ سواء فى دراستك أو عملك.. حينما تنام...يقول لك عقلك حسنا حان وقت التعلم. يبدأ عقلك فى البحث فى ذكرياتك عما يمكن أن يفيدك لثقل هذه المهارات و يظهر ذلك من خلال أحلامك فقد تحلم و ترى مشاهد ترتبط بمهاراتك تلك بالاضافة الا مزجها بذكريات أخرى مخزنة فى مخك...هذه هى الطريقة التى يعمل بها عقلك لكى يجعلك تتعلم بينما أنت نائم. و عندما تستيقظ قد تلحظ تحسنا ملحوظا فى أدائك ...فقد أتم مخك مهمته بينما أنت نائم!
كوابيس ليلية
برغم من كل الفوائد التى سردنها من خلال الموضوع فأننا نعلم و بكل أسف أن الاحلام لها وجه أخر يكشر لنا عن أنيابه أنها الكوابيس.يرى دكتور "أنتى ريفونسو" أنه بلا كوابيس...لن تنجو الانسانية! من خلال ابحاث ريفونسو على تجميع مجموعة من كوابيس الاطفال ،وجد ان الكوابيس عادة ما تكون نوع من "البروفة" التى يخلقها لك عقلك لكى يعطيك الخبرة و يدربك اذا ما تعرضت لذات الموقف بينما أنت متيقظ. من دراسة ريفونسو لكوابيس الاطفال وجد أن اغلبها تتعلق بالوحوش البرية الضارية التى ترغب فى أن تلتهمهم.كانت هذه هى طبيعة حياة أجدادنا القدماء، لقد فطروا على الخوف من أعداءهم الطبيعين ألا و هى الحيوانات المفترسة و المتوحشة و تلك هى ذكرياتهم المخزنة فى عقولنا نحن أحفادهم و أصبحت جزء لا يتجزء من ذكرياتنا و بالتالى هى كوابيسنا نحن أيضا طالما لازلنا أطفال فى سن صغيرة.بينما نكبر سنا و يزداد رصيدنا من التجارب فى الحياة، تتغير طبيعة كوابيسنا بتغير طبيعة أعداءنا الطبيعين و الاشياء التى من الممكن أن تهدد حياتنا فى ظل التكنولوجيا التى نعيشها فى كل لحظة.فقد تجد كوابيسك تتمحور حول كونك تسقط من المصعد أو تتعرض لحادث داخل سيارتك فهذه هى تبعات التكنولوجيا!!
هل سيطرت عليك الكوابيس؟ و أصبحت محبوس داخل أحلامك؟ هذا هو ما عانته "ساره مايكل" عندما اصيبت بمرض معروف بإسم "اضطراب ما بعد الصدمة".إن التعرض إلى حادثة أليمة تكون تأثيراته النفسية على المصاب بالغة حتى بعد أن يشفى من الاصابات الجسدية الناجمة عن الحادث،فإنه يقع فى فخ اضطراب ما بعد الصدمة. تعرضت سارة الى حادث بليغ و بعد أن شفيت منه بدأت تدخل فى دوامة من الكوابيس الليلية التى ترتبط بالحادث و المتسبب به أيضا، لدرجة انها أصبحت تعانى من كوابيسها هى متيقظة ، ترى هلاوس و أشياء غير موجودة و أصبحت لا تترك منزلها على الاطلاق.بعد ثلاثة سنوات من عذاب سارة شخصت حالتها ب"إضطراب ما بعد الصدمة" و بعد فترة من العلاج تحررت من كوابيسها تلك و أضحت تعيش حياة طبيعية .من قصة سارة هذه يمكننا استيعاب تأثير العقل على الانسان و قدرة الاحلام على تحويل الحياة الى جحيم.
تجربة الحلم الجلى
هل عشت تجربة الحلم الجلى؟ متى يصبح حلمك جليا؟ ..عندما تدرك أثناء الحلم أنك تحلم بالفعل و يكون لك كامل السيطرة عليه!! تجربة الحلم الجلى هذه قد أنكرت بشدة من قبل العلماء و قد نفوا تماما مقدرة الانسان السيطرة على أحلامه. كرس ستيفن لابيرج أبحاثه فى مجال الاحلام الجلية و أثبت خطأ العلماء فى كون الحلم الجلى غير قابل للتحقيق.من خلال أبحاث لابيرج قام باجراء تجربة بسيطة على الشخص محل التجربة،اتفق مع هذا الشخص أنه اذا رأى نور ساطع يأتى من بعيد أثناء نومه،فعليه أن يحرك عينه أولا ناحية اليسار ثم ناحية اليمين.ما أن نام هذا الشخص حتى وجه لابيرج ضوء ساطع على عين الشخص النائم ،و قد استجاب النائم بوضوح الى الضوء الساطع الموجه من قبل لابيرج فحرك عينه الى اليسار ثم اليمين ، و كانت نجاح هذه التجربة هو الرد الوافى لإمكانية الحلم الجلى اذ تمكن الشخص النائم من التحكم فى انفعال معين اثناء نومه. لابيرج فى رحلته للبحث عن أولئك الاشخاص القادرين على "الحلم الجلى" اذ تبين له من خلال تجاربه انه ليس للجميع المقدرة على خوض تجربة " الحلم الجلى" حيث نستطيع القول أن الحلم الجلى هو موهبة لا يبرع فيها جميع الحالمين و لكنها قد تثقل بالتعلم.
من أجل هذا الغرض،أنشأ لابيرج العديد من ورش العمل التى تشرح الكيفية التى تمكن الشخص من رؤية "الحلم الجلى".كتجربة مبدأية يحصل الطلبة فى ورشة العمل على قناع وجهى يحتوى على أضواء ساطعة عند موضع العينين،من خلال هذا القناع يحاول لابيرج أن يفعل تجربته التى اثبت بها امكانية الحلم الجلى و لذلك تطبق هذه التجربة للطلبة لمعرفة اذا كانت لديهم القدرة على الحلم الجلى أم لا.
قناع الوجه فى تجربة الحلم الجلى
إذا استطاع الشخص الحالم أن يميز الاضواء الساطعة أثناء نومه و يتفاعل معها من خلال حلمه ،هو بذلك يصبح شخص ذو قدرة على الحلم الجلى. و بثقل هذه المقدرة يصبح الشخص"حالم جلى" بشكل لاشك فيه يمكنه من التحكم الكامل فى احلامه و اذا ما نام و رأى حلم فأنه يعرف تماما انه يحلم و يستطيع أن يفعل ما يشاء اثناء الحلم كأنه متيقظ تماما.
يرى لابيرج أن ميزة تجربة الحلم الجلى تكمن فى معالجة بعض مشكلات النوم مثل الكوابيس المتكررة، فاذا اتقن الحالم تجربة الحلم الجلى يستطيع أن يكون له كامل السيطرة على كوابيسه و معرفة ماهيتها و من ثم معالجتها و عدم تكرارها مرة أخرى.
اجذب غطائك الان و غط فى نوم عميق....
اذا فأحلامك هى وسيلة لتتعلم بينما أنت نائم...تحل مشاكلك و ربما تصبح مكتشفا أو عالم...اذا لم تحلم فإعلم انك تعانى من مشكلة...احذر منها فقد تتحول الى كوابيس...اذا اردت ان تنطلق فى عوالم لا نهائية فلتجرب الحلم الجلى...اذهبوا الان الى قيلولة...لتجربوا هذا العالم الغريب.