القبــــــــــــــــــــــــــــــر السعيـــــــــــــــــــــد

الحياةتمضى وتنتهى

تعيش بها الآمال لتفنى مع فنائها,
قاتلة ومذنبة تلك الحياة فهى تقتل الأحلام والمعانى وتذبحهم ذبح الفراخ,
وتسوق البشر سوق الخراف إلى مصائرهم المحتومة منذ الأذل,
فبالفناء يسدل الستار على قلوب سعيدة فتتحطم أو يسدل على قلوب حائرة فترتاح من الحيرة والعذاب ومن السعى فى طرق لا توصل إلا إلى الشقاء والتعب وقتل البراءة و إزهاق الأنفس الطاهرة,

كل ما بالحياة فان , كل شىء يزول فهى وكل ما بها لا قيمة له

أما الآن ,فهى ارتاحت إلى الأبد فكل شىء الآن فى الموت خالد وأبدى, بعكس الحياة التى تختل بها المعانى والصور,
وهى الآن مرتاحة ومطمئنة وتستطيع أن تفخر بأنها ستظل تلبس هذا الكفن الأبيض وتشعر بأن الناس كلهم سواء,

وليس كملابس الدنيا التى تتفاوت فيها المعانى والدلالات وتلبسها وتتعذب بلبسها الطبقات المقهورة وتنعم الجاليات المستبدة ,

وهى تطمئن إلى صحبتها لهذه الديدان واليرقات والعديد من المخلوقات الصغيرة التى تملأ التراب حولها وتؤنس وحدتها بعكس أصحابها فى الدنيا ورفاقها المؤقتين اللذين يتركون بعضهم البعض ولا يتشبث أحدهم بالآخر ولا يملكون روح الإخلاص والوفاء وكل ذلك وجدته فى الموت فى أصحابها الصغار ,

انتقلت إلى مرحلة سرمدية أعجبتها كثيراً وشعرت بالامتنان لله على كل ذرة تراب بعثت فيها -وليس كنار الدنيا-دفئاً أبدياً,

شعرت بأنها مدينة لله والشكر على العيش هنا فى مكان لا تصله يد الأعداء ولا تبلغه عيونهم, ففى هذا المنزل الأبدى وبهذا المنزل المبارك لم تكن كالأموات,
بل كانت كمن ولد جديداً وبدأ حياته للتو بعد ميلاد وخروج,فبعد موتها بدأت حقاً تعيش